التحـليل الإجتماعي
لحكـاية
(إبقيرت أمنا)
ــــــــــــــــ
الجزء الثاني
ويعقد الرجل أملا كبيرا على أن يرى إبنته الصغيرة تكبر، لتحل
مكان أمها في بعض جوانب حياتهما ..كتجهيز الأكل لهم وغسل
ملابسهم وتنظيم المنزل ويأمل أن تعـينه في السانية بحصد شيء
من الحشائش لماشيتهم ..حيث يقول لها(يابنتي إنت أكـبرتي) ..
لتشجيعها، وليحضها أن تتعلم التعاون كقيمة يجب أن يربى عليها
الطفـل من صغره ..(لازم يا إبنيتي أتعاونيني أشويه) ويؤكـد لها
على أهميتة هذه القيمة الإجتماعية بقوله (وزي ما إيقـولوا ..يــد
أبروحها ما أتصـفـقش)..وهنا نلاحظ أن الوالد يحاول التأكيد على
هذه الأهمية وضرورة التحلي بها ، وذلك سيرا على منهج الأجداد
والآباء الذين نظّروا لهذه القيمة بما سرده من كلمات (كقول مأثور
شعبي) توارثـته الأجيال عن بعضها ..وهو يعرضه هنا على إبنته
بغرض أن تحفظه وتعمل به دائما .
والرجل وهو يحدث إبنتـه ، يلمـح أن عيشه وحـده بدون زوجه أمر
في غاية الصعوبة (وانا نـبي من إيعـاونـّي) ومن الإشارت لعملية
رغبة الرجل في الزواج ..إحتضانه أطفاله.. وقوله(ما دامني حي
أمعاكم ما إتخافوا من شيء بُكّـلْ).. أي مادمت موجود معكم على
قـيد الحياة فلا تخافوا أبـدا ..ولكن بداخـله يقول وإذا مت لا سامح
اللـه ، فمـن سيرعاهـم ..وهو ما يوحي بتفـكيره في الزواج ، ولكن
يؤكـد لنفسه بأنه لن ينسى زوجته الأولى .. والظروف هي التي قـد
أجبرته عـلى ذلك ..وهذا يظهر في قوله(يا أليداتي..أنا أمكم هاذي
ما ننساه بـكُّـل ، لين أنـموت)