أريـد أن أروي الحـكـاية ..
أريد أن أقول لكم كـلام فاسمعوني..
وأنصــتوا لي .. وتابعــوني..
وأتركوني أسرد القصــة , وأرجو ألا تقاطعوني..
كانت الدنيا ظلاما دامسا ..
منـذ أيام قليلــة..
كانت الأيدي مكبلـة .. وفمي مكمم ..
ونظري موجه مثل الحصان في السباق..
وأذناي لا تسمع سوى نغمات كذب ونفاق ..
وأما عقـلي فله لجام ليس ظاهر للعيان ..!!
إنه لجـام خـوف ألبسوني له الطغاة ..
وفالوا هذا هو الأمــان ..
فصرت عندما أسير في الطرقات ، أحمل روحي ..
في راحة كفي وأنا أتلـفت كالجبان ..
ولست أدري مـما أخاف ..؟
والخوف يملؤ داخلي ..وصرت روح بلا كيان ..
وأخاف من كل من حــولي ..
أبـي وأمي وأخي وأختي وقبيلتي ..ومن الجيران ..!!
إني أرى أنـيَ جســم باهـت ..
ونفـس بائســة لا تعــرف الألوان ..
نعم هكذا أرادني سيدهم السلطان ..
وهكذا صنعني له الرفاق .. رفاقه محاولين ربط اللسان ..
لكـن ظلمه فات حـدّه ..
فصرخت ..لا ..ولا .. وألف منهــا ..لا ..
فعاد لي صداها من كل ركن في بلاد لا يرضى أهلها أن تهان ..
وسمعت كل الدنـيـا تصرخ ..لا .. ولا ..
ونحن ضـد الصولجان ..
وإستيقظ النائمون من أهلي، وقطـع المكبلين قـيودهــم ..
وانتفضوا بعد سنين من الهوان ..
وقـدموا كـل نفـيـس ..
أرواحهـم .. أموالهــم .. وروت دماء الشهداء ..
الأرض الأبية .. وتخضبت عروسنا بأزهى ألوان الفداء
وصار لون الأرض بعـد الفجـر ..
كلــون شـروق الشمس وقت شروقها ..
بنورها غمرت حياتنا من جـديد ..
وراح الظلام بظلم الطغاة ..
وعبيدهـم وبكـل أفعال البغــاة ..
وصرنا نحـتـفل بعـيد .. وأي عيد ..
عـيد أضحــى .. عيد حج قدم فيه الشهيـد ..
وتخلصت بلدي العزيزة من العنيد ..
وعيد تحرير العباد من كل محتال بلـيــد ..
فالحمـد لله الذي نصر العباد ..
وحرر كـل البلاد من الطغاة أهل الفساد ..
ومنانا للبـلـد الكــريم ولأهـلنــا ..
حياة عـز وكرامة ووفــاء ..في ظل حرية كبيرة بلا نهاية..
محفوفة بحب قومي لبعـضهم .. ومن الله العظيم كل هداية ورعايه ..