منيرتاج الدين Admin
عدد المساهمات : 1413 التميـيز : 2 تاريخ التسجيل : 14/03/2010 العمر : 77 الموقع : فزان ـ ليبيا
| موضوع: حكاية من (بيت الجلاس) الجمعة يوليو 02, 2010 10:21 am | |
| بيـت الجلاس وصوب خليل ــــــــــــــــــــــــــ
ـ 2 ـ
حكاية من((بيت الجلاس))
تقول رواية شعبية ..
كان فيه رجل عنده بنت جميلة واجد وذكية وأخلاقها عالية ،
وفي يوم من الأيام تلاقت هاديك البنت مع شاب .. فقال لها
((سلام)) . فـردت عليه وقالت :
سلامــك تمكـــن .. واعــظامك إنفــكــن
وهات غناوتين على صوب الخليل إيبكـن
فقال لها الشاب :
ما يبكي على صوب العزيز.....الا اليأس والموح والجّـفـا
فقرر الولد أن يمشيلها لبيت الجلاس ويتحاور معاها . وفي
النهاية تزوجها .
بهذا الشكل أعتقد انني"سمعتها" وكنت أعرف هذه الأغـنية .
الى أن وجدت حكايتها التي قد تكون (الحقيقية) وقد سردهـا
الأستاذ الفضل عبد السلام قادربوه في كتابه ـ ( أغـنيات من
بلادي ) 1974م مطبعة سيما بيروت . حيث كتب على
لسان الراوي :
يحكى أن رجلا موسرا كانت لديه بنت وحيدة ، يضرب بها
المثل في الجمال والأخلاق والذكاء ، وقد أعتبرت مرجعا في
حل أحاجي السريب والرد على الأسئلة التي تطرح في بيوت
الجلاّس ، على الرغـم من صغـر سنها ، فأقام لها والدها(بيت
جلاّس وأقسم أنه لن يزوجها الا للشاب الذي يستطيع أن يتغلب
عليها في أغاني العلم وصوب خلـيل ، ثم ألحق بالبيـت خادمـة
لتقـوم على خدمتها وترعى شؤونها .
إنتشرت قصة الفـتاة، فجاء اليها كثيرون يتحدونها، ولكنهم كانوا
يرجعون بعد أن تجردهم من أسلحتهم وخيولهم كرهــينة الى أن
يجدوا حلولا اامعضلات التي تطرحها عليهم .. بـدون جـدوى .
وفي يوم من الأيام وصل الى بيتها شاب جاء لمبارزتها فظهرت
له الخادم وأمسكت بيدها لجام فرسه ، ثم دعته للترجل والتفضل
بالدخول الى البيت، ولكن الشاب غضب، ثم شد لجام فرسه نحوه
بقـوة ، وهو يردد للخادمـة أغنية العـلم التاليـة :
يصقـص عـليْ لـقـــدار.......عـنـدي العـقل، يا بال ع الجـفا
ومعنى الأغنية"إن قلبي ليس من السهل إستمالته، فهو من الرهافة
الرهافة والحساسية بحيث أنه يشك في التقدير والإحترام ، ولا
يتقـبله إلا بعد أن يتأكد أنه مبذول بصدق وعن طيبة خاطر، فكيف
بمن يستقـبلني بكل هذا الجفاء والتعـالي ؟! .
وكان الشاب يقصد بأغنيته تلك عدم أستقبال الفتاة له بنفسها وأكتفاءها
بأن تبعث خادمتها لتقوم بهذا الواجب ، ومعنى هذا في رأي الشاب ،
أن الفتـاة تراه أقـل منها منـزلة .
عاد الشاب من طريقه الذي جاء منه ، ودخلت الخادمة على سيدتها ،
فأخـبرتها بما حدث ، وأعادت على مسامعها الأغـنية ، فإبسمت الفتاة
إبتسامة غامضة ، ثم واصلت ما كانت فيه من سمر بريء .
وفي اليوم التالي أخبرت الخادمة سيدتها أن شاب الأمس يبدو مقبلا
ناحية البيت ، فنهضت الفتاة من مجلسها ، واستقبلت الشاب بنفسها ،
وأنزلته من على ظهر فرسه ، ُم أمرت أن يعنى بالفرس ويجه لهــا
الأكل فورا ، والتفتت الى الساب .. فقال لهـا :
ــ السـلام علـيكـم .
ردت عليه الفتاة قائلة :
سـلامـك تمـكّـن وعْــــظامــك إرتـَـكـّــــْـن
وهات لي ستين غناوه على صوب العزيزيبكِّن
وهذه أغـنية سـريب أو جدعـنة أو صوب خليل ، سمها كما تشاء ،
ومعناها " إن سلامك قد وصل وتأصل لدى الشخص الذي تقصده
به ، وإن قشعريرة قد أخذت بتلابيبك ، فحاول أن تأتي لي بسـتيـن
أغنـية في موضوع واحد هوالحب ، وكلها تبكـي من يستمع اليها".
فـرد الشاب قائـلا :
ما يـبكِّي عـلى صوب العزيز......الا اليـاس والموح والجـفا
كان رد الشاب أغنية من(صوب خليل) مثل سؤالها ، ومعنى الأغنية
التي قالهـا : " لا شيئ يمكن أن يجعلنا نبكي على قصة إثنين يحبان
بعضهما ، إلا إذا إكتنف حبهما يأس أو بعد لابد لأحدهما في تـدبـيره
أو جفـوة من أحدهمـا لسبب من الأسباب" .
ونلاحظ أن الشاب لم يكن غـرًأ ولا مبتـدئـاً في صوب خليل ، فهــو
قد أجابها إجابة مختصرة مفيدة مقنعة ، ولوأنه كان جاهلا بأصول هذا
المجال، فلربما بدأ يغني لها الأغاني التي طلبتها وعددها ستون أغنية،
لن ينتهي منها حتى تكل قدماهما من الوقت والثعب، ومن الممكن أنه
لن يستطيع حصر ستين أغنية بهذا المعنى في وقت قصير .
ويظهر من موقف الشاب المتين في قصتنا عـندما نعرف ما حدث
بعـد ذلك ، حيث يقول الراوي :
إن الفتاة قد دعـته للدخول الى البيت قائلة له: خلي راسك وكرعيك
بره م البيت وتفضل!!، أي أترك رأسك ورجليك خارج البيت وتفضل
بالدخول.فما كان من الشاب إلا أن نزع حذاءه وغطاء رأسه ودخل
البيت فقـد عرف الشاب ماذا كانت الفتاة تقصد بعبارتها الغريبة تلك .
وفي الحال كلفت الفتاة أحد الموجودين أن يذبح(جديـاً)ويسلخه،
وطلبت من غيره أن يقوم بتقطيع لحم الجـدي ، فلما أتم ذلك قالت :
أريد أن تقسم لحم هذا الجدي كما أقول لك .
أولا ــ ضع (الكرًعين) مع القلب .
ثانيا ــ ضع العـين مع (الدواره) .
ثالثـا ــ ضع الراس مع (البطانه) .
ثم طلبت من الشاب أن يشرح للموجودين قصدها من تقسيم لحم
الجدي بهذه الطريقـة ، وما هو غرضها من وضع كل مجموعة
مع بعضها ؟
فـكر الشاب قـليلا ثم أجابهـا :
(إن كالاّ القـلب مع الكرعين ، فمعناها ما تمشي الرجل ألا وين
يستحب الخاطـر . وإن كالاّ العـين مع البطن ، معناها أملأ البطن
تنخجل العين .
وإن كالاّ الـراس مع البطـانه أقطع الراس تجف لعروق) .
ومعنى رد الشاب:" أما عن وضعك القلب مع الرجلين فمعناه: لا
تتحرك الرجلان إلا الى المكان الذي يرتاح اليه القلب ، وأما عن
جمعك بين العين والمعـدة ، فأنت تقصدين: إملأ بطن الإنسان يخجل
منك ، أما قصدك من وضع الرأس مع الجلد فهو: إقطع الرأس تجف
العروق" .
ويقال أن ذلك اليوم كان آخر عهـد الفتى والفتاة ببيوت الجلاّس ، فقد
قالت للشاب : أنني منـذ هذه اللحظة ملك يمينك ، وكان أن خطبها
من والدها الذي عرف بالقصة وبـر بقسمه فقد وافق على زواجهما .
والى لقاء ..
منير تاج الدين منير ـــــــــــــــــــــــــــ
المرجع / كتاب أغنيات من بلادي ـ المشار اليه سابقا .
عدل سابقا من قبل منيرتاج الدين في الجمعة سبتمبر 24, 2010 10:38 am عدل 2 مرات | |
|
إبن الوادي
عدد المساهمات : 359 التميـيز : 0 تاريخ التسجيل : 16/03/2010 الموقع : ليبيا
| موضوع: رد: حكاية من (بيت الجلاس) الخميس يوليو 15, 2010 4:25 pm | |
| حكاية طريفــة وممـتــعــة
ولك الشكــر والتقــدير .. | |
|
فاضيماته1
عدد المساهمات : 227 التميـيز : 0 تاريخ التسجيل : 15/03/2010
| موضوع: رد: حكاية من (بيت الجلاس) الإثنين سبتمبر 13, 2010 11:47 am | |
| يا سلام قـصة حقيقة رائعــة
ولك الشكر أستاذ على كتابتها هنا في المنتدى
والسلام عليك . | |
|