وادي الآجـــال
الغريفة
*******
مدينة الغريفة
تعتبر البلدة الأكبر مساحة والأكثر سكانا بوادي الآجال رغم حداثة إنشائها إذا ما قورنت ببعض البلدان الأخرى (القرى) فيه ، وهي أيضا موطن التجارة الرئيسي له .. وتقع مدينة الغريفة ما بين مدينة (جرمة) التاريخية في الشرق ، وقرية (القعـيرات) التي تعتبر إمتدادا لها من جهة الغـرب وكان سكانها يعتمدون على مزاولة مهنة الزراعة في حياتهم بشكل كلي باعتبارها المصدر الوحيد للرزق وخصوصا في فترة ما قبل ستينيات القرن الماضي .
الاسم :
وتقول الروايات الشعبية التي سمعتها من كبار السن بالمنطقة حول تسمية القرية (الغريفة) منذ صغري (بحكم إنني أحد مواليدها وقاطنيها) ، وكان أهمها وأشملها روايتي الحاج محمد أبوالخيرات (أبوالنيران) ، والحاج سعد البكوش رحمهما الله وهما اللتين سجلتهما منهما أوائل تسعينيات القرن الماضي في إيطار عملية جمع مواد المأثورات الشعبية من المنطقة وهي التي كنت بدأتها عام 1976 م .. وقد أجمع كل هؤلاء الرواة على إن تسمية هذا المكان (بالغريفة) لها قصة واقعية قديمة تقول:
في زمن مضى عليه الآن الثلاثمائة عام تقريبا أي في القرن الثامن عشر الميلادي .. جاء (الحاج عـبدالله) من الحطمان بمنطقة (وادي الشاطيء) ومعه إبله وأهله وجالبا معه كل ما يملك من ماشية وغيرها ـ وتقول بعض الروايات إنه غادر منطقة وادي الشاطيء إثر خلافات مع بعض أهلها ، وأخرى ترجح أن الخلاف كان مع القبيلة ـ وعندما وصل بقافلته إلى وادي الآجال نزل قرب مدينة جرمة القديمة (القصبة) التي كانت تعتبر عاصمة للوادي وأكثر مناطقه حيوية ونشاطا حينذاك وبقي في أطرافها ، ثم ذهب إلى شيخها المسمى (السلهاب) الذي رحب به وأكرمه .
وبعد ما حكى الشيخ (عبدالله) الى (شيخ جرمة ـ السلهاب) قصته ظروفه ومشكلته ، التي تفهمها هذا الأخيرجيدا ، فكان منه تقديرا لظروفه فقد خصص له مكانا من ضواحي أرض جرمة الواسعة ـ عرفناها مثل سابقينا بإسم (سانية أم السدرة) وقد يكون الشيخ عبد الله اتخذها كمصدر للمياه في البداية ثم تطورت لتصبح سانية زراعية بمرور الأيام ـ ويقول كبار السن بأن هذه المنطقة كان بها أشجار النخيل لأهل جرمة والكثير من أشجار السدر والغردق والأتل والرسو ، وتقع الى الغرب من مدينة جرمة القديمة بحوالي الخمسة كيلومترات ومعـظم أرضها صبخية وكانت ترشح بالمياه دائما ..
وهناك بعض الروايات التي تقول أن (الشيخ السلهاب) قد باع منطقة (أم السدرة) للشيخ عبد الله ، ولكن كلها تجمع على إنه بعدما إتفق الشيخ عبدالله مع الشيخ "السلهاب" حول عملية إستقراره بهذه المنطقة ، فقد ذهب مرافقوه اليها وبدأوا بتشييد بيت للشـيخ في مكان قريب من مصدر المياه (سانية أم السدرة وهنا واجهت هؤلاء الأتباع مـشكلة صبخية الأرض ورشح المياه منها الأمر الذي صعب عليهم عملية البناء ، وخصوصا أن المواد المستعملة هي (الطين المخلوط بالتبن) وغيرها من المواد المتوفرة بالبيئة ، والتي يسهل تأثرها بالماء .
ولهذا فقد قاموا بردم وسط البناء كله بالرمل والحجر.. ثم بنوا فوقه حجرة أخرى وطليت بالبنخر (حجر جيري ناصع البياض) ، وهذا النوع من البناء الخاص يعرف في المنطقة بإسم (الغرفة) وقد نسبت للشيخ عبد الله ، وكانت ترى خلال غابات النخيل من قرية (إبريك) شرق مدينة جرمة بنفس مسافة بعد الغريفة عنها تقريبا ، ونظرا لصغرها أو ربما للتقليل من أهمية صاحبها في شخصها بالنسـبة لشيخ المنطقة الأصلي "السلهاب" صارت تنعت بإسم (الغريفة) وهو تصغير لكلمة الغرفة التي عادة ما تطلق في المجتمع الليبي على مكان خاص بكبار القوم في القبيلة ومشائخها وهم المفتوحة أبواب (مرابيعهم) دائما لضيافة واستقبال كـل الناس سواء من أهل المنطقة أو كانوا من الغرباء عليها . ومما لا يخفى على أحد إنه من عادات الليبين عموما وبالجنوب بشكل خاص أنهم يحترمون ويوقرون "الفقيه" عالم الدين ومشائخ القوم كثيرا ، وهكذا فقد شاع إسم (الشيخ عبد الله) بين سكان المنطقة فكثر تردد الناس على غرفته ، ومن واقع هذه الزيارات كان المرء عندما يسأل من أين أتى ؟ أو الى أين وجهته ؟ . فيجيب كنت (قدا غريفة الشيخ عبدالله) أوانه ذاهب إليها ، ومن تم فقد بدأ الناس يتكاثرون حولها ببناء بيوت من جريد النخيل أوالحجارة أحيانا ، وقد اشتهرت المنطقة فيما بعد ببئر بن ناجم (بيربنّجم) .
موقعها
وتقع مدينة الغريفة ما بين مدينة (جرمة) التاريخية في الشرق ، وقرية (القعـيرات) التي تعتبر إمتدادا لها من جهة الغـرب ويحدها من الشمال إمتدادات رمال أدهان أوباري ومن الجنوب سلسلة إمتداد جبال آمساك .
نبذه تاريخية
وهذا ليس فيه خلاف هو الشيخ عبد الله بن عمر بن حامد الحطماني حيث أقام المبنى الذي أشرنا إليه أعلاه ومجموعة مباني تخص أبنائه وأيضا مساكن حاشيته، ومساكن تخص من التجأ أليه واحتمى بحماه في ذلك الوقت لأسباب متعددة و يظهر هذا جليا من خلال ما هو موجود إلى غاية الآن من أثار تلك المباني التي بنيت بصخور الملح و التي تسمى الفردغ وكان يطلق عليها في الأزمنة غير البعيدة البلاد الخالية وتقع شمال الغريفة الحالية بمسافة حوالي ثمانية كيلومترات .
أما عن الوقت الذي أنشئت فيه القرية فانه يتعذر تحديده على سبيل الجزم ولكن يمكننا القيام وبمقارنة قد تصلح وقد لا تصلح و لكنها مقارنة على أي حال و ذلك من خلال الأثر فقد سبق أن إطلاعنا على وثيقة صادرة من الشيخ عبد الله بن عمر بن حامد الحطماني وانه يتحدث فيها عن ما يسمى بالحبس و هو نوع من التوثيق بالنسبة للميراث مؤرخ في ((1182)) للهجرة والوثيقة موجودة إلى غاية الآن وإذا كانت كتبت وفى ((1182))للهجرة فسيكون عمرها مئتان وتسعة و أربعون سنة ،إذا عرفنا بأن الإنسان يقوم بكتابة مثل هذه الوثائق عادة عندما يبلغ به العمر مرحلة يعتقد فيها انه يقترب للقاء وجه ربه, فإننا سنفترض بأن تلك الوثيقة قد كتبت عندما بلغ صاحبها أرذل العمر ما بين السبعين أو الثمانين سنة ,وسبق أن أشرنا بأنه عندما جاء إلى المنطقة كان له أبناء قد لا نعرف عددهم على وجه التحديد ولكن ربما يكون على الأرجح أنهم أكثر من ثلاثة أخذين في الاعتبار أنه من الأمور المعتادة الزواج مبكرا في تلك الأزمنة لذا فإننا سنفترض بأن عمره كان ثلاثون سنة
و بالنظر لأن مضمون الوثيقة كما ذكرنا أنفا يوحي بكتابتها في مرحلة العمر المتأخر و التي افترضنا أنها ثمانون سنة لذا فإنه بإضافة الخمسون سنة التي يفترض إنه أمضاها بالمنطقة قبل وفاته ففي هذه الحالة سيكون عمر قرية الغريقة هو مئتان و تسعة وتسعون سنة ,ومن مجمل الفرضية يتضح أن عمر قرية الغريفة هو وثلاثمائة سنة تقريباً ,وتجدر الإشارة أن الشيخ عبد الله بن عمر بن حامد الحطماني لم يتوفى في الغريفة ولكنه توفى في منطقة أدري بوادي الشاطئ ودفن هناك
ولا تزال آثار بقايا غرفة الشيخ عبد الله بن عمر بن حامد الحطماني وبقايا آثار مساكن البلاد القديمة أي أول مباني أقيمت بالمنطقة تقاوم الظروف الطبيعية والمناخية رغم مرور زمن ليس قريب ، وخلال فترة القرن العشرين أنشئت قرية أخرى شرقي القرية القديمة (قرية الغريفة الثانيةالتي أنتقلت من مكانها الأول في بئر بن ناجم) ، وعرفت المنطقة الجديدة باسم (الجامع الشرقي ، وكان أول من عمره عائلتس الكواكلة والرغاريغ ثم التحق بهم السكان الذين قدموا من بعض مناطق الوادي الأخرى
مناطق الغريفة:
عرفت منطق الغريفة خلال فترة ما قبل سبعينيان القرن الماضي بالأسماء التالية :
ــ بئر بن ناجم (أم السدره) مكان القرية الأول
ــ الجامع الغربي (مكان القرية الثاني) وهو بالقرب من سانية الحاج محمد واشتهر بموقع "الرحايمية" نسبة إلى موقف سيارات الشحن الكبيرة التي تخصهم ، ويسكن القرية جماعة الشيخ عبد الله ومن التحق بهم من وادي الشاطي فيما بعد .
ــ الجامع الشرقي (القرية الثانية) وأول من أقام بها الرغاريغ والكواكلة والطواهرية وأولاد لحيمر والباح .. وغيرهم ممن عمروها بعد سنين قليلة من انشائها ومنهم أبناء سعدالله وكورمي ، وتقع شمال سانية عبد الله الغدامسي المعروفة باسم "جنت أقطيطه" .
ــ نزلة السيلاوي / وهي شرقي القرية الثانية بمسافة 700 متر تقريبا وسميت باسم مالك السانية التي تقع المساكن قربها حيث يقيم أبناء منير السيلاوي ومن جاورهم كعائلة الغنيمي والمجابير وعائلة الزنياني والدلاومه والبيّن وعكروش وعائلة تواجي والحاج ارحومه وأصوله من وادي الشاطئ ومن جاء بعدهم .
ــ تيدرامت / وتقع جنوب قرية الجامع الغربي ومن سكانها الأولين عائلات "الشريف السني والشيخ أبو صلاح العيناوي وعبد السلام اعجيلي والحداد وأبو غراره وهو الممرض بعيادة الغريفة .
ــ منطقة القعيرات التي تعتبر في زمن مضى من ضمن ضواحيها وكانت تسكنها عدة عائلات من أشهر رموزها "واسلي والزوين وخنينه والطملول" .
السكان اليوم :
يقيم في مدينة الغريفة اليوم عدد لا بأس به من العائلات التي كان أجدادها قدموا إليها من مناطق محتلفة
بالودي وأخرى غيره ومن أشهرها :
* أولاد الشيخ عبدالله الحطمانى وهم عدة عائلات
أولاد الرغاريغ
أولاد السلاهيب
أولاد كوكله
أولاد الطواهريه
أولاد الحيطوم
أولاد فرج الله (إمنيّر)
أولاد منير السيلاوي
أولاد الغنيمي
أولاد الغدامسي
أولاد المدير عبد الرزاق
أولاد الزلك
** أولاد كورمي
** أولاد سعدالله
** أولاد جبو
* الطماليل
*اولاد ابوغراره
أولاد حموزي
أولاد سعد الله
أولاد تواجي
أولاد الطرابلسي
أولاد السني
أولاد الشريف (الشرفاء)
أولاد الوازني
أولاد الطالب
أولاد النظيف
أولاد المجابير
أولاد بيبي
أولاد عكروش
وبالإضافة لذلك هناك العديد من عائلات التوارق التي تقيم بالمنطقة منذ زمن بعيد .
الحياة الاقتصادية
وتشتهر هذة المنطقة بال[زراعة] ويوجد بها عيادة مجمعة وأخرى للبيطرة على مستوى وادي الآجال ويوجد بها عيادة اسنان ومركز للهلال الاحمر ، كما يوجد بها مختبر طبي وبه جميع التخصصات ويوجد بها أيضا مصرف ريفي على مستوى يعمل لتسهيل كافة الاجراءت إلى المواطنين ومصرف الصحاري الفرع الوحيد في الوادي كما توجد بها كلية أعداد المعلمين وتعتبر الغريفة من أكبر المدن التجارية في هذهمنطقة وادي الآجال بشكل عام ، ذلك بالاضافة إلى باقي المراكز الخدمية الاخرى .
ويوجد بها عدد من المقاهي والمطاعم السياحية ونادي للفروسية ( نادي أصالة للفروسية)_ ونادي رياضي إجتماعي ثقافي يعرف باسم (نادي أسامة) وقد أسس عام 1966 م .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]المراجع والمصادر//
تسجيلات صوتية من ..
الحاج محمد أبو الخيرات رحمه الله (الغريفة 1990 م)
الحاج سعد البكوش رحمه الله .. (الغريفة 2004 م)
روايات بعض الأهالي بالمنطقة
أرشيف السياحة العربية . الانترنيت ـ ستار تايمز . سحر الصحراء الليبية وادي الحياة 12/2/2013
منيرتاج الدين منير
ـــــــــــــــــــــــــ
السيلاوي ..الغـريفة
**********